
دق جرس الهاتف فاندفعت الزوجة بكل شغف وحنين لسماع صوت زوجها، الذي فرقتهما الأميال لسنوات، إذ يعيش في فرانكفورت في ألمانيا.
بصوت بارد وصريح، أخبرها أنه تزوج من فتاة ألمانية جميلة للغاية في ألمانيا، وسيحضر بها إلى القاهرة.
طلب منها أن تكون في استقبالهما وتحسن ضيافتها دون إثارة مشاكل، لكي لا يضطر للطلاق منها.
انهارت الزوجة على أقرب مقعد، وتعتريها حالة من الذهول والصدمة.
أغشي عليها النظر وسودت الدنيا في عينيها، بعدما صدمها ما سمعته من زوجها.
الزمن مر عليها وهي جالسة فوق مقعدها، لكنها لم تدرك ذلك بسبب الصدمة الشديدة التي أصابتها.
عندما استعادت وعيها وحاولت النهوض من المقعد، اكتشفت أنها لا تستطيع ذلك؛ فقد تعرضت لشلل في نصف جسمها السفلي، ولا تستطيع قدميها الوقوف.

ونُقلت إلى المستشفى وهي تذرف دموعًا بغزارة، تدور في خاطرها أفكار عن وقوفها إلى جانب زوجها ومواجهتهما للصعاب، وقصة الحب العاصفة التي جمعت بينهما، وابنتها التي تركها وسافر بعيدًا، وبقي بعيدًا عنهما في ألمانيا.
قررت العودة إلى منزل عائلتها بعد أن جلب الزوج زوجته الثانية إلى القاهرة، وقضى معها إجازة في أحد الفنادق الكبرى، ثم أخذها إلى المنزل الزوجي الذي تركته الزوجة الأولى، دون أن يبدي اهتمامًا بطفلتهما.
بعد عدة أيام، تلقت الزوجة استدعاءً لحضور محكمة الأسرة، حيث رفع الزوج دعوى يطالب فيها بضم ابنته إليه للحفاظ عليها ورعايتها، وقد سقطت حقوق الأم في حضانتها بناءً على تجاوز الطفلة أقصى سن للحضانة وخدمة النساء.
بصوت مليء بالألم والحسرة، قالت الأم إن الزوج هجرها وعاش بعيدًا عنها في ألمانيا (أوروبا)، تاركًا إياها وابنتها تعانيان من الحرمان.
يسعى الآن لحرمانها من طفلتها، التي كانت مصدر حياتها وأملها الوحيد، وهي الآن تعيش مقعدة على كرسي متحرك.
وأوضح محامي الزوجة أنه وفقًا للشريعة والقانون، يسقط حق الأب في حضانة أولاده إذا كان يقيم في بلد لا تستطيع الأم رؤية أولادها والعودة في اليوم نفسه.
الزوج يقيم في ألمانيا بينما تقيم الأم في القاهرة، ويتعذر على الأم السفر لرؤية ابنتها والعودة في نفس اليوم، إضافة إلى أن الزوج ترك الطفلة تحت رعاية أسرتها ولم يقدم لها الدعم حتى بلغت الثالثة عشرة من عمرها، وهي تعاني من التهاب في الكلى وتحتاج إلى حنان أمها.
أصدرت المحكمة حكمًا يرفض دعوى الأب لعدم أمانته على ابنته، وألزمه بدفع نفقة شهرية تكفي لصالح ابنته وزوجته لضمان حياة محترمة لهما.