تحرير حلب، سيظل يوم الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 يومًا مفصليًا في تاريخ سوريا والمنطقة والأمة العربية والإسلامية، إذ شهد هذا اليوم تحرير عاصمة سوريا الاقتصادية وأكبر مدنها، التي تعرضت لسياسات خنق مستمر منذ أن استولت عائلة الأسد على السلطة عام 1970.
لماذا تحرير حلب؟
تحرير حلب كان ضروريًا لإعادة التوازن في طرح القضية السورية، خاصة بعد أن شعر النظام بأن الأمور بدأت تصب في مصلحته، وعاد تدريجيًا إلى الانخراط العربي والإسلامي.
كما أن تحرير حلب يعيد طرح الحل السياسي بشكل جاد، وليس مجرد شعارات، إذ تمثل المدينة ربع سكان سوريا وثلاثة أعشار الاقتصاد السوري.
خروجها من سيطرة النظام يسبب له ارتباكًا أمام السوريين، ولا سيما قاعدته الشعبية، حيث يظهر عجزه عن حكم سوريا رغم سيطرته الجزئية بعد عام 2020، مما يجعل من الضروري البحث عن حل للمشكلة المتجذرة في استئثار عائلة الأسد بالسلطة.
تحول سوريا إلى دولة تسيطر عليها قوى ما دون الدولة يجعل من تحرير حلب نقطة انطلاق لإعادة بناء الدولة وفقًا لأسس سياسية تتوافق مع القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة.
كما أن انشغال روسيا بغزو أوكرانيا أدى إلى تراجع أولويات دعم الأسد، في حين أبدت كل من روسيا وإيران استياءً من مناورة الأسد بعد تواصله مع الدول العربية.
من جهة أخرى، شعرت تركيا بأن مفاوضات أستانا قد فقدت جدواها، رغم محاولاتها المتواصلة لتقديم يد التعاون مع الأسد.
بدأت الفصائل العسكرية بإعلان أخبار المعركة وبياناتها عبر ما أسمته “القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية”، وبدأت تتوالى الأخبار عن التقدم الذي تحرزه الفصائل في تحرير المدن والبلدات في ريف حلب الغربي.
وفي الوقت نفسه، انطلق محور آخر للمعارك في ريف إدلب الشرقي، مع توسع دائرة الفصائل المشاركة في القتال.
ومع التقدم السريع الذي حققته الفصائل في اليوم الثاني للمعركة، جاءت المفاجأة في اليوم الثالث، حيث تمكنت الفصائل من السيطرة الكاملة على مدينة حلب.
يشار إلى أن حلب هي مدينة تقع في شمال غرب سوريا، وهي تعد أكبر مدينة في سوريا من حيث عدد السكان بعد العاصمة دمشق. تقع على بعد حوالي 310 كيلومترًا شمال دمشق، بالقرب من الحدود التركية.
حلب تعد من أقدم المدن في العالم، واحتلت مكانة تاريخية هامة عبر العصور.