دافع عنصري .. الشرطة الألمانية تفتح تحقيقا مع لاجئ سوري بتهمة التزوير
دافع عنصري
فتحت الشرطة في ألمانيا تحقيقًا ضد لاجئ سوري يبلغ من العمر 28 عامًا، بعدما قدّم شكوى يدّعي فيها تعرّضه لهجوم من كلب أُطلق عليه من قِبَل رجل مجهول، بدافع عنصري، في مدينة زارلوييس بولاية زارلاند غرب ألمانيا.
في 13 يونيو الماضي، دخل شاب سوري إلى عيادة طبية مصابًا بجروح خطيرة، حيث أدعى أنه تعرض لهجوم من كلب أُطلقه صاحبه عليه ثم فر هاربًا إلى جهة غير معروفة بدافع عنصري.
أجريت للشاب عملية جراحية فيما بعد وتم نقله إلى المستشفى، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
بعد علاجه، قام الشاب بتقديم شكوى جنائية ضد صاحب الكلب المجهول الذي تصرف على حد قوله بـ دافع عنصري.
نظرًا لعدم استبعاد وجود دوافع عنصرية في الحادث، قامت شرطة ولاية زارلاند بفتح تحقيق.
وأعلن متحدث باسم الشرطة أن “هناك مؤشرات على وجود دوافع معادية للأجانب”.
في 14 يونيو، أصدرت قيادة شرطة الولاية بيانًا أعلنت فيه أنها تبحث عن شهود وقدمت معلومات حول المشتبه به وكلبه بناءً على الوصف الذي قدمه الشاب السوري.
وأوضحت أن الكلب المشتبه به يُصف بأنه من نوع جيرمان شيبرد ويصل طوله تقريبًا إلى الركبة.
ووفقًا للشرطة، المشتبه به في الجريمة هو رجل يبلغ من العمر حوالي 30 عامًا، وطوله يتراوح بين 1.80 و 1.90 مترًا، ولديه شعر أشقر قصير، ويحمل وشمًا كثيفًا على أسفل ساقه اليسرى.
كان يرتدي بنطالًا أزرقًا قصيرًا وقميصًا أحمر اللون، ولديه ثقب في أذنه.
ونظراً لوجود مؤشرات على دوافع عنصرية، قامت دائرة أمن الدولة في الولاية بتولي التحقيق في الجريمة. ومع ذلك، أكدت الشرطة أن الشاب السوري لم يكن في موقع الجريمة في الوقت المشار إليه.
وقال متحدث باسم مقر شرطة الولاية في زارلاند إن “الحادث نفسه لم يحدث بالفعل”، مضيفاً أن “التحقيق الآن يتم توجيهه ضد صاحب الشكوى بشبهة تزييف جريمة جنائية”. ولم تقدم السلطات تفاصيل إضافية لأسباب تكتيكية تتعلق بالتحقيق.
وفي سياق متصل،صدر كتاب جديد في ألمانيا يسلط الضوء على أشكال العنصرية التي يواجهها سكان البلاد من أصول مهاجرة، والتي تتضمن التنمر، الإهانة، وحتى السخرية التي يتعرضون لها يومياً.
في أثناء انتقال باتريشيا ين لين فرايموث مع زوجها إلى شقتهما الجديدة في ميونيخ، سُئلت من قبل أحد الجيران بسؤال غير متوقع: “هل أنتِ عاملة نظافة جديدة؟” تلك التجربة الصادمة أدرجت في كتاب جديد بعنوان “شعب ألمانيا”، حيث يروي باتريشيا ين لين فرايموث وشقيقتها تجاربهما مع العنصرية بسبب ملامحهما الآسيوية.
رغم أن ألمانيا تصف نفسها بأنها دولة ليبرالية، إلا أن هناك مخاوف من استمرار العنصرية في البلاد. وفي عام 2023، تُنظر إلى ألمانيا أيضاً كبلد عالمي، بعد أن استضافت كأس العالم لكرة القدم عام 2006 وأثر ذلك على تغير الانطباعات بشأن تعدد الألوان في البلاد.
مع زيادة التنوع في وسائل الإعلام والسياسة، يشير بعض المراقبين إلى انحسار العنصرية في ألمانيا، لكن مفوضة الحكومة لمكافحة العنصرية، ريم العبالي-رادوفان، تحذر من أن العنصرية لا تزال تشكل تهديداً للديمقراطية في البلاد، وأن التحديات ما زالت كبيرة لتحقيق المساواة والتعايش السلمي.