محاكمة لمسؤولين بنظام الأسد في فرنسا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
محاكمة مسؤولين الأسد
تُعدّ محاكمة غيابية لثلاثة مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في نظام الأسد، في باريس، حدثًا تاريخيًا هامًا لعدة أسباب:
وتعتبر المحاكمة هي المرة الأولى التي تُقام فيها كهذه في فرنسا.
تُوجه المحاكمة الاتهام إلى مسؤولين كبار في النظام السوري، بمن فيهم علي مملوك، المدير السابق لمكتب الأمن الوطني، وهو أحد أقرب المقربين من الرئيس بشار الأسد.
وتُتهم هذه المسؤولين بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك التعذيب والقتل، المرتكبة ضد المدنيين السوريين خلال الثورة السورية.
وتُمثل المحاكمة خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة للضحايا السوريين، وتُرسل رسالة قوية مفادها أنّ الجرائم المروعة التي ارتكبتها ضدّ المدنيين لن تُفلت من العقاب.
وتُعدّ هذه المحاكمة أيضًا رمزًا لتحديات المساءلة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت خلال الحرب في سوريا.
فنظام الأسد ما زال في السلطة، ويمنع الوصول إلى الأدلة، ويُهدد الشهود والناشطين.
على الرغم من هذه التحديات، تُمثل محاكمة باريس انتصارًا مهمًا للعدالة، وتُظهر أنّ الجهود المبذولة لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة.
من المهم ملاحظة أنّ هذه المحاكمة غيابية، ممّا يعني أنّ المتهمين لن يكونوا حاضرين في قاعة المحكمة.
ومع ذلك، فإنّ للمحاكمة الغيابية قيمة قانونية وسيمبلية مهمة، حيث تُتيح للمحكمة سماع الأدلة وتقييمها، وإصدار أحكام بحقّ المتهمين.
تُتابع المحكمة الدولية للعدالة الجنائية (ICC) أيضًا الوضع في سوريا، وقد تُصدر مذكرات توقيف بحقّ كبار المسؤولين السوريين إذا تمّ جمع أدلة كافية.
تُمثل محاكمة المسؤولين السوريين في فرنسا خطوة مهمة في رحلة طويلة نحو تحقيق العدالة للشعب السوري.
وترتبط المحاكمة بالضحيتين باتريك الدباغ ووالده مازن.
وكان باتريك من مواليد 1993 طالباً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق، بينما كان والده من مواليد 1956مستشاراً تربوياً رئيسياً في المدرسة الفرنسية في دمشق.
واعتقلا باتريك ووالده في تشرين الثاني عام 2013 على يد عناصر نظام الأسد.
وقال صهر مازن، أحد المعتقلين، تم اعتقاله في نفس الوقت ثم أطلق سراحه بعد يومين: “تم نقل المعتقلين إلى مطار المزة قرب دمشق، المعروف بكونه أحد أسوأ مراكز التعذيب التابعة لنظام الأسد”.
وبعد اعتقالهما، اختفت أي معلومات عن مصير المعتقلين، وتم الإعلان عن وفاة المعتقلين في أغسطس 2018.
وتشير شهادات الوفاة المرسلة إلى العائلة إلى وفاة باتريك في 21 يناير 2014 ومازن في 25 نوفمبر 2017.
إنّ هذه المحاكمة تُظهر أنّ الجرائم المروعة التي ارتكبت خلال الحرب في سوريا لن تُنسى، وأنّ المسؤولين عن هذه الجرائم سيُحاسبون عاجلاً أم آجلاً.