أخبار يورابرأي

فرنسا : الانتخابات الفرنسية ومستقبل السوريين وبشار الأسد

فرنسا

تتجه الأنظار نحو الانتخابات الفرنسية القادمة بوصفها انتخابات حاسمة على مستوى فرنسا الام الديموقراطية وأثر وصول أحزاب متطرفة على الصعيد المحلي والعالمي والعربي أيضاً على رأسها سوريا.

ولعل أبرز النظريات ارتباط مصير نظام الأسد بوصول الأحزاب المتطرفة يمينية إلى السلطة الفرنسية وإعادة اللاجئين العرب واولهم السوريين المعارضين إلى سوريا.

بشار الأسد بين اليسار واليمين المتطرفان:

قد يعتقد البعض أن فرنسا أم الديموقراطية كما يزعمون لا تقبل بدعم أنظمة حكم دكتاتورية مثل نظام الأسد في سوريا
ولكن الحقيقة غير ذلك.

فقد أظهرت أحزاب خاضت وتخوض الانتخابات الحالية في فرنسا دعمها الكامل لبشار الأسد وحكمه في دمشق بشكل علني وتقربت إليه بزيارات رسمية في أعوام سابقة، مثلما فعل جان لوك ميلينشون الذي التقى رأس النظام السوري وأعلن عن تأييده لحربه على داعش التي باتت شماعة كل من يريد الوصول الى السلطة في فرنسا.

وفي حال وصل أي تيار متطرف في فرنسا للسلطة، ليس من المستبعد أن يحصل الأسد على تطبيع اوربي من بوابة باريس مما يدعم بقاءه في السلطة، ويهدد مستقبل واستقرار مئات الآلاف من السوريين أما بالترحيل أو بتسليمهم إلى السلطات السورية. أو على الاغلب باضطرارهم إلى الهروب نحو بلدان جديدة تخوفاً من مستقبل مجهول.

فرنسا
فرنسا

أرقام بلا فاعلية انتخابية:

وبالحديث عن الأرقام الكبيرة لعدد الناخبين العرب والمسلمين في فرنسا، التي من شأنها تحويل مسار أي انتخابات وحسمها فهي تبقى بلا جدوى بحسب استطلاعات الرأي والانتخابات السابقة.

بالرغم من وجود ملايين الناخبين المهاجرين في فرنسا، إلا أن قسم كبير منهم لا يشاركون في الانتخابات بل ويحرضون على عدم المشاركة في ظاهرة باتت تعرف بتعارض الانتخابات مع تعاليم الدين الإسلامي حسب زعمهم.

وهذا ما أشار إليه بشكل مباشر عميد مسجد باريس الكبير “شمس الدين حفيظ” مؤكداً أن الدين الإسلامي يدعوا الى احترام سلطة الدولة التي نعيش فيها.

دعوات حفيظ وغيره من المسؤولين الدينين للمشاركة في الانتخابات تأتي بالتزامن مع الكشف عن امتناع 59 % من الفرنسيين عن المشاركة في التصويت بالانتخابات الاوربية الأخيرة التي أجريت في التاسع من حزيران يونيو الجاري وفق استطلاع رأي أجراه معهد IFOP ونشرته صحيفة لاكروا، الأمر الذي سيحدث فارقاً لصالح اليمين المتطرف بحال تكرار عدم مشاركة هذه النسبة الكبيرة من الناخبين.

ويرى مراقبون أنه بحال وصل اليمين المتطرف إلى السلطة، فإن مستقبل نحو 6 مليون مسلم مقيمون في فرنسا مهدد بشكل مباشر.

فاليمين المتطرف بشتى أحزابه لا يخفي عدائه للمسلمين عامة والمهاجرين بشكل خاص وسيسعى لفرض قوانين تحد من حريتهم الدينية مثل اللباس الشرعي وإطلاق اللحية وحتى ذبح المواشي والدواجن على الطريقة الإسلامية، وهذا ما وعد به حزب التجمع الوطني مرارا وخصوصا موضوع حظر النقاب في الأماكن العامة، وهذا ما يراه البعض تناقض مع أساسيات الحريات وحقوق الإنسان.

قد يرى البعض أنه من الاجحاف الحكم مسبقاً على احتمالية وصول أحزاب يمينية للحكم في فرنسا، وتبعاتها على وجود المسلمين بشكل عام، فيها والسوريين على وجه الخصوص.

وأنها مجرد فقاعات انتخابية يستخدمها اليمين المتطرف لحصد المزيد من التأييد في سباق الانتخابات.

لكن المظاهرة الأخيرة لعشرات الفرنسيين في مدينة ليون السبت الماضي تكشف الوجه الحقيقي لهذه الأحزاب وناخبيها، حيث صرخ فيها المتظاهرون ” نحن نازيون” و أضافوا ” المسلمون خارج أوروبا“.

الكاتب: غسان دنو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى