طاقة

الإجهاد الحراري يغزو أوروبا.. التغير المناخي ينذر بآثار صحية مدمرة تهدد القارة الأوروبية

أفاد تقرير أصدره مرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن درجات الحرارة في أوروبا ترتفع بشكل أسرع من أي قارة أخرى حول العالم محذراً من أن التغير المناخي يهدد بعواقب صحية مدمرة على البشر.

وجاء في تقرير صادر عن المنظمتين أن “الطقس الدافئ سيؤثر على الصحة والطبيعة والاقتصاد خاصة في أوروبا حيث ترتفع درجات الحرارة هناك بنحو ضعفي المتوسط ​​العالمي”.

ووجهت المنظمتان تحذيراً من العواقب على صحة الإنسان وذوبان الأنهار الجليدية والنشاط الاقتصادي بعدما أظهرت أحدث النتائج عن الخمس سنوات الماضية أن درجات الحرارة في أوروبا بلغت(4.1 فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة، مقارنة بـ 1.3 درجة مئوية أعلى على مستوى العالم.

الطاقة المتجددة فرصة أوروبا

لكن رأى النقرير أن القارة الأوروبية لديها الفرصة لتطوير استراتيجيات مستهدفة لتسريع التحول إلى الموارد المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية استجابة لتغير المناخ.

وأكدت المسؤولة في مرصد كوبرنيكوس إليزابيث حمدوش أن على أوروبا العمل بجدية للتحول إلى الطاقة المتجددة حيث شهدت عاماً آخر من ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة.

وسجلت القارة الأوروبية عدداً كبيراً من الظواهر المناخية الحادة خلال العام، تأثر فيها 2 مليون شخص بفيضانات أو عواصف، في حين طالت موجات جفاف شديد شبه الجزيرة الأيبيرية، وأوروبا الشرقية.

وساهمت درجات الحرارة المرتفعة في فقدان الجليد بشكل واسع من القارة، بما في ذلك جبال الألب، التي فقدت حوالي 10% من الجليد المتبقي لديها على مدى العامين الماضيين.

خسائر اقتصادية ومخاطر صحية

وقدرت تكلفة الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالطقس والمناخ في عام 2023 بأكثر من 13.4 مليار يورو.

ووفق مدير كوبرنيكوس “كارلو بونتيمبو”: “تأثر مئات الآلاف من الأشخاص بالأحداث المناخية المتطرفة في عام 2023، والتي كانت مسؤولة عن خسائر كبيرة على المستوى القاري، تقدر بما لا يقل عن عشرات المليارات من اليورو”.

ورغم الآثار السلبية التي لحقت بكثير من أجزاء القارة الأوروبية كانت هناك نتائج عكسية في أنحاء أخرى حيث سجلت درجات الحرارة أقل من المتوسط ​​في الدول الاسكندنافية وأيسلندا حتى لو كان الزئبق أعلى من المتوسط ​​في معظم أنحاء القارة ككل.

ويؤدي تغير المناخ إلى خلق العديد من المخاطر الصحية لنحو 2.4 مليار عام وقد تم ربط العديد من الحالات الصحية، بدءًا من السرطان وحتى التسمم بالمبيدات الحشرية، بتغير المناخ.

وفي يوليو 2023 ضربت موجة حرّ شديدة بشكل رئيسي جنوب أوروبا، حيث وصلت درجة حرارة الهواء هناك إلى 48.2 درجة مئوية وتحديداً في صقلية، أي أقل بمقدار 0.6 درجة من الرقم القياسي القاري.

ويؤدي التغير المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة من الأنشطة البشرية، إلى زيادة حدّة موجات الحر ومدتها وتواترها ما يعني مزيداً من الخسائر الاقتصادية والمخاطر الصحية وهو ما يزيد دعوات الاعتماد بشكل كامل على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى